تخطى الى المحتوى

اعادة التفكير في المسلمات

عبدالرحمن العمران
عبدالرحمن العمران
اعادة التفكير في المسلمات

اعرف أن العنوان غريب بعض الشيء لكن اعتقد كقارئ مستمر لنشرتي البريدية تعودت الغرابة والشطحات😆

البداية

كنت وما زلت في رحلة مستمرة لرفع المبيعات في شركتي وإيجاد طرق مبتكرة مثلاًً تكلمت في نشرتي السابقة عن طريقي في الإعلانات الشاطحة واليوم احكي لكم اكتشافا جديدا.
من أكثر الأسئلة إلى كانت تتبادر لذهني ليش معدل التحويل في متجر عالم الشواء تقريبا ١٪؜ فقط. بمعنى أن من كل ١٠٠ شخص يزور المتجر فقط ١ يشتري والأكثر غرابة أن بالحديث مع الكثير من التجار أصحاب الخبرة في السوق أجد نفس المعدل عندهم ويعتبر رقم طبيعي، لكن السؤال ما زال في ذهني
أين ذهب ٩٩ شخصا الي دخلوا المتجر وكانوا مهتمين ولم يكملوا الشراء؟
مرت الايام وحاولت أستخدم الطرق الموصى بها لرفع نسبة التحويل ككتابة وصف واضح وتوفير طرق الدفع المختلفة الخ وبالفعل تحسن المعدل ولكن لم يتغير بشكل جذري.
وفي أحد الأيام كنت أتحدث مع أحد مديري كبرى شركات التقنية في السعودية وكان يقولي بمحض الصدفة أنه يستحيل أن يستخدم بطاقته الائتمانية لشراء أي منتج من الإنترنت!! صدمتني عبارته فكيف أنت قائد التحول الرقمي وأكثر شخصا ملم بالتقنية وتتبناها لا تستخدم الدفع الإلكتروني!!
من بعد تلك المحادثة وأنا أي شخص أقابله أطرح عليه سؤال هل تستخدم بطاقتك الائتمانية للشراء عبر الإنترنت؟ وتفاجأت بالإجابة.
الي لاحظته أن الأشخاص أعمار ٤٠ وما فوق يرفضون استخدام المدفوعات الإلكترونية خوفا من الاحتيال (بالطبع هذه إحصائية منحازة ولا يجب الاعتماد بها حيث إنها قدعنة من عندي😆)

المواقع الصينية 

مرت الأيام ثم في إحدى الليالي وأنا أتصفح تويتر طلع لي إعلان ترويجي مكتوب فيه “هل تعبت من قصر القامة؟ اشتري حذاء الكعب المخفي والذي سيطيلك ٨سم من دون ملاحظة أحد”
كشخص فضولي واستكشافي طبعا ضغطت الإعلان بالرغم أني لا أرغب بالمنتج ولكن أنها اللقافة🤣
فتح لي موقع صيني لا يوجد به شعارا ولا Header أو Footer. صفحة بيع مركزة للغاية من دون اي براند
صورة واضحة للمنتج
صورة واضحة لقبل وبعد استخدام المنتج (كيف صرت طويلا)
ثم محتوى تسويقي مركز على نقاط الالم.
وبعدها فقط مطلوب تضع رقم جوالك واسمك فقط!!

•لا يوجد متجر إلكتروني

•لا يوجد صفحة دفع

•لا يوجد سلة شراء لتجميع المنتجات

•لا يوجد صفحات أخرى في الموقع.

استغربت للغاية من هذا الأسلوب وقلت لنفسي يا إن التجار الصينيين ما عندهم سالفة ومستجدين أو أنهم فاهمين ومركزين وأنا الي ما عندي سالفة.

عبيت رقم جوالي في الموقع وضغطت زر الشراء

ثم مباشرة خلال خمس دقائق جاني اتصال هاتفي
السلام عليكم
عبد الرحمن معك x من متجر فلان حابين نأخذ العنوان لتأكيد طلبك وإذا عندك أي استفسار تفضل اطرحه
قلت له كيف أدفع؟ قال تدفع عند الاستلام.
قلت له لا شكرا ألغ الطلب.
انتهى الموقف بس علق في ذهني ما قدرت أتخطاه

سلوك الشراء

مرت الأيام وجاء يوم كنت جالس مع أحد الأقارب كان عمره فوق ٤٠ سنة فحسيت أنها فرصة مناسبة أتعمق معه في سلوكه الشرائي
أعطيته جوالي وفاتح فيه متجر عالم الشواء وقلت له فضلاً أبيك تشتري وحدة من المنتجات عندي.
واخذ جوالي وحاول يشتري بس ما قدر يكمل!! السبب كان مصيبة
تفاجأت أنه ما يعرف ايش معنى مصطلح “إضافة إلى السلة” وهو زر أساسي في جميع متاجر زد وسلة لإكمال عملية الشراء

سبب بسيط وتافه كمْ خسرت عميل بسببه؟
هنا بدت عيوني تتفتح وتفهم ليش المتاجر الصينية تركز على البساطة وتقليل التفاعل بين الإنسان والواجهة قدر الإمكان واستخدام المصطلحات السلسة.

الحل السحري

بعد كل هذا زادت قناعتي أن لازم أشرف حل ويكون جذريا.

ركبت مدونة وردبريس جديدة على دومين فرعي وسويت صفحة هبوط  لأهم منتج في عالم الشواء وهو شواية الغاز وشلت الشعارات والأزرار وخليتها صفحة بيع مباشرة

•صورة للشواية

•صورة للمقاسات

•شرح بسيط عنها

•ميزة أساسية ١

•ميزة أساسية ٢

•صورة للمحل عشان يدري أننا بزنس حقيقي موجود في الرياض وما نحاول ننصب عليه

•ضمان ذهبي يضمن حقك

•سعر المنتج

ثم مباشرة اطلب رقم جواله والاسم

صفحة بسيطة مباشرة تركز على نقاط الألم دون لف ودوران وما فيه حشو أو أي تصميم جمالي. بمعايير أي محترف سيعتبرها إهانة لعالم التجارة الإلكترونية.
بعد ذلك مباشرة رحت إلى نفس حملاتي الإعلانية في تيكتوك وسنابشات وغيرت فقط رابط الإعلان من متجر عالم الشواء في سلة إلى صفحة البيع في وردبريس وانتظرت النتايج.

النتيجة

كيف كانت النتيجة؟ مذهلة مذهلة مذهلة
طلبات الشراء ما توقف بشكل ما يوصف
بعد كل طلب يوصلنا مباشرة نتصل على العميل نأكد الطلب معه ولا ندوش رأسه بخيارات الدفع نقوله الطلب يوصلك وادفع عند الاستلام ونقفل الصفقة.
معدل التحويل عندنا طار فوق والمبيعات هائلة!!

نقاط اضافية

* شريحة عملائنا كانت السنوات الماضية ذكور وإناث من عمر ٢٥ إلى ٣٥ وغالبا يسكنون الرياض أو جدة. بعد هذه الحركة تغيرت الشريحة تماما وصارت ذكور وإناث عمر ٣٥ وفوق وغالبا يسكنون قرى صغيرة (أول كنا نعتقد أن أسعارنا مرتفعة ولذلك لا تناسب أهالي القرى ولكن الآن تغيرت نظرتنا)
* هذه الحركة تضبط معنا لان متوسط حجم السلة عندنا مرتفع (فوق ١٠٠٠ ريال) فلذلك ما عندنا مشكلة نوظف مختص مبيعات ونتصل على كل عميل ونقفل معه بس لو كان السلة أقل أغلب الظن تكاليف الوحدة عندنا ما راح تسمح
* مازلت أستخدم سلة ومازلت مبسوط معهم بس اليوم استخدم نموذج هجين بين سلة وصفحات البيع المباشرة على حسب كل حملة تسويقية وأهدافها. مغزى كلامي أن منصات التجارة الإلكترونية مهمة وتجاربي لا تلغي اهميتها.

خاتمة 

أتمنى نشرتي كانت مفيدة حاولت أعطيكم خلاصة ما استفدته وقطعاً أن ما ذكر بالأعلى ليست الحقيقة المطلقة وتختلف كل تجربة حسب ظروف المنتج والسوق وخذ إلى يعجبك وخل إلى ما يعجبك 😆

newsletter

تعليقات


المنشورات ذات الصلة

للأعضاء عام

قصتي مع الاعلانات الشاطحة وكيف تعلمت منها

في يوم من الأيام وأنا أتصفح السناب شات ظهر لي إعلان ترويجي غريب جدا واستوقفني، في الإعلان يظهر شاب سعودي لابس شماغ وعقال يمشي باتجاه الكاميرا وصوت صافرات إنذار في الخلفية ثم يحدثك قائلاً: “خلاص انتهى الكلام! انتهى الكلام! كلام كثير مانبي. مع عطرنا الجديد كسرنا السوق نعم كسرنا السوق

قصتي مع الاعلانات الشاطحة وكيف تعلمت منها
للأعضاء عام

ثورة التجارة الالكترونية والفرص الي في السوق‎‎

التسوق الرقمي في أوجه والكل اليوم صار يطلب أونلاين، تخيل بس في السعودية عدد المتاجر الإلكترونية قفز من ٢١ ألف متجر في ٢٠١٨ إلى ٣٦ ألف متجر اليوم. بطبيعة الحال مو كل البراندات أونلاين على نفس المستوى، عندك براندات تربح ملايين و براندات تربح مئات الألوف و براندات صغيرة تربح آلاف. كل فئة

ثورة التجارة الالكترونية والفرص الي في السوق‎‎
للأعضاء عام

السعي خلف المال ونسيان الحياة

نصل الى نهاية العام معه يأتي التأمل والتفكر مع العودة لما تم تحقيقه خلال 2021. وحدة من الأفكار المستمرة في هواجسي الأيام الماضية هي شعوري بعدم الرضى وان كان بالإمكان أفضل من مما كان، ولكن لماذا أشعر هذا الشعور؟ دعوني أحدثكم عن قصة احد الزملاء القدامى حيث كان يعمل في

السعي خلف المال ونسيان الحياة