تخطى الى المحتوى

قصتي مع الاعلانات الشاطحة وكيف تعلمت منها

عبدالرحمن العمران
عبدالرحمن العمران
قصتي مع الاعلانات الشاطحة وكيف تعلمت منها

في يوم من الأيام وأنا أتصفح السناب شات ظهر لي إعلان ترويجي غريب جدا واستوقفني، في الإعلان يظهر شاب سعودي لابس شماغ وعقال يمشي باتجاه الكاميرا وصوت صافرات إنذار في الخلفية ثم يحدثك قائلاً: “خلاص انتهى الكلام! انتهى الكلام! كلام كثير مانبي. مع عطرنا الجديد كسرنا السوق نعم كسرنا السوق ريحته تجلس معك ثلاثة أيام اضمنه لك شخصياً أنا فلان الفلاني ارفع الشاشة واشتره وإذا ما أعجبك رجعه”.

الإعلان كان واضحا أن تم تصويره بالجوال ودون إي مونتاج احترافي فقط مؤثرات صافرة إنذار ورجل يتحدث اللهجة العامية بكل تجرد وبساطة.

استغربت من الإعلان لأنه يكسر كل الأعراف التسويقية التي تعودنا عليها ولكن السؤال الأهم هل الإعلان ناجح أو لا.
أخذت فيديو الإعلان وأرسلته لأحد خبراء التسويق تويتر وسألته عن رأيه في الإعلان وكان رده أن هذا “سخافة واستهبال ولا يرقى للنقد”
مرت أيام عديدة ولم أستطع تجاوز هذا الإعلان وأصبح يستحوذ على هواجيسي ولذلك قررت أن أتخذ موقفا وأتصرف.

توجهت لمعرضنا التجاري عالم الشواء ودخلت المعرض وطلبت من احدهم ان يصورني فديو بالجوال بالرغم ان شعر دقني كثيف ومضت شهور منذ ان زرت الحلاق 😆 الا ان التسجيل الفديو بدأ ووقفت امام احد منتجاتنا وبدأت اتحدث بطريقة مشابهة للاعلان: “قد سمعت عن شواية مختصة؟ نعم شواية مختصة شوف بالله هذي المزايا” وبدأت بسرد ابرز مميزات المنتج ثم خاطبت الكاميرا “والاسعار بتصدمك بس ارفع الشاشة وشوف”
خرجت من المعرض وتوجهت مباشرة للكمبيوتر ورفعت الفديو كاعلان ترويجي والنتائج كانت مدهشة!

قد سمعت عن شواية مختصة؟ 😂
قد سمعت عن شواية مختصة؟ 😂

 

سابقاً كان لدينا اعلانات احترافية تم انتاجها من وكالة متخصصة وكان معدل رفع الشاشة (CTR) مابين 2 % الى 3 %.
الآن بعد ماوضعت الفديو الجديد الذي لا يحتوي على اي مونتاج او احترافية ومجرد انا واقف قدام الكاميرا واتكلم بشكل عفوي ارتفع معدل رفع الشاشة الى 7 %!!!
هذا بالطبع انعكس على الارقام وتفجرت لدينا المبيعات.

ليش برأيي الاسلوب هذا نجح؟
١- التحدث بشكل عفوي يعتبر Native behavior لمحتوى سنابشات
٢- الطابع السعودي واللهجة العامية اقرب للقلب
٣- وجود شخصية سعودية في الاعلان يعطي انطباع اكثر ايجابية ويعبر عن ثقة خلف المنتج
٤- اسلوب الاعلان غير الاعتيادي يلفت النظر ويرفع معدل الانتباه Attention Span

من بعدها على طول رجعت للوكالة الي انتجت لنا الفديوات السابقة وكتبت لهم بريف جديد زبدة فحواه ان نرغب ب “اكثر فديوات غير احترافية تقدرون عليها” 😆

مجال الاعلانات والتسويق مجال باهر والتحسين والتطوير فيه مستمر والزبدة هي الخوض في العديد من التجارب وقياس اثرها ومن ثم التركيز على الاثر العالي

خاتمة
مؤمن ايمان تام ان اللحظة التي تعتقد انك اكثر انسان فاهم في الدنيا في مجالك هي اللحظة التي ستتأخر فيها وسيسبقك الاخرون.
السلاح السري هو الفضول وحب الاستكشاف وكثير ما شفت ناس تتوقف عن التطور والنمو الشخصي بسبب التكبر.
كمثال قد تحكم على هذه الاعلانات بأنها غير راقية ولكن في نهاية اليوم الفاصل هو الارقام والنتائج اليس كذلك؟
اطلب العلم ولو في الصين
لا تتوقف عن طرح الاسئلة
لا تتوقف عن الاستكشاف
وارجوك ارجوك لا تعتقد انك سيد مجالك لان هي تلك اللحظة التي ستتوقف فيها عن النمو.

ما رأيك بالنشرة؟ اكتب لي رسالة او ملاحظة 🔗

رأيك يهمني واحرص على قراءة كل رسالة

 

 

 

 

تعليقات


المنشورات ذات الصلة

للأعضاء عام

اعادة التفكير في المسلمات

اعرف أن العنوان غريب بعض الشيء لكن اعتقد كقارئ مستمر لنشرتي البريدية تعودت الغرابة والشطحات😆 البداية كنت وما زلت في رحلة مستمرة لرفع المبيعات في شركتي وإيجاد طرق مبتكرة مثلاًً تكلمت في نشرتي السابقة عن طريقي في الإعلانات الشاطحة واليوم احكي لكم اكتشافا جديدا. من أكثر الأسئلة إلى كانت تتبادر

اعادة التفكير في المسلمات
للأعضاء عام

ثورة التجارة الالكترونية والفرص الي في السوق‎‎

التسوق الرقمي في أوجه والكل اليوم صار يطلب أونلاين، تخيل بس في السعودية عدد المتاجر الإلكترونية قفز من ٢١ ألف متجر في ٢٠١٨ إلى ٣٦ ألف متجر اليوم. بطبيعة الحال مو كل البراندات أونلاين على نفس المستوى، عندك براندات تربح ملايين و براندات تربح مئات الألوف و براندات صغيرة تربح آلاف. كل فئة

ثورة التجارة الالكترونية والفرص الي في السوق‎‎
للأعضاء عام

السعي خلف المال ونسيان الحياة

نصل الى نهاية العام معه يأتي التأمل والتفكر مع العودة لما تم تحقيقه خلال 2021. وحدة من الأفكار المستمرة في هواجسي الأيام الماضية هي شعوري بعدم الرضى وان كان بالإمكان أفضل من مما كان، ولكن لماذا أشعر هذا الشعور؟ دعوني أحدثكم عن قصة احد الزملاء القدامى حيث كان يعمل في

السعي خلف المال ونسيان الحياة